تقاعس السفارة المصرية في السعودية: مواقف متكررة تستدعي الحزم والمحاسبة

السفارة المصرية
كتب بواسطة: عبد الفتاح يوسف | نشر في 

ما يحدث في السنوات الأخيرة للمصريين العاملين والمقيمين في السعودية يكشف عن قصور فادح وتخاذل مستمر من قبل السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة بجدة في الدفاع عن حقوق مواطنيها وتقديم الدعم اللازم لهم في أوقات الأزمات. هذه الحوادث المؤلمة تتكرر وسط غياب واضح لأي تحرك فعّال أو حاسم من جانب السفارة، الأمر الذي يستوجب تدخلًا عاجلًا من وزارة الخارجية المصرية لمحاسبة المسؤولين وتحسين الأداء.


أمثلة صارخة على التخاذل

1. مقتل عبد اللاه فتوح عبد الوهاب القصاص

في حادث مروع، لقي المواطن المصري عبد اللاه فتوح مصرعه بعدما أطلق عليه مواطن سعودي النار بدم بارد في شارع الملك عبد الله بإمارة القصيم. الحادثة أثارت غضب الجالية المصرية في السعودية التي تجمعت بالمئات احتجاجًا على مقتل الشاب، لكن رد فعل السفارة المصرية كان مخيبًا للآمال. اكتفت السفارة بمتابعة "شكلية" للتحقيقات دون تقديم دعم حقيقي لأسرة الضحية أو المطالبة بإجراءات رادعة.

2. مقتل مصريين داخل سوق تجاري بالرياض

شهدت العاصمة الرياض مشاجرة بين مواطن مصري وآخر سعودي بسبب أولوية تحميل الخضروات، انتهت بإطلاق 5 رصاصات أسفرت عن مقتل اثنين من المصريين وإصابة ثالث بجروح خطيرة. ورغم بشاعة الجريمة، لم تُظهر السفارة المصرية أي موقف قوي للدفاع عن حقوق الضحايا أو لضمان تحقيق العدالة.

3. معاناة المصريين أمام القنصليات

يعاني المصريون الراغبون في توفيق أوضاعهم القانونية بالسعودية من سوء التنظيم وغياب الدعم، كما حدث في السفارتين بالرياض وجدة. بدلًا من تسهيل الإجراءات، أصدرت السفارة بيانات تلقي باللوم على المواطنين وتصف احتجاجاتهم بأنها "غير مبررة"، مما يعكس ضعفًا إداريًا وتجاهلًا لمعاناة العالقين.

4. قضية أحمد الجيزاوي

القضية التي شغلت الرأي العام المصري، حيث تم اعتقال المواطن أحمد الجيزاوي بتهمة حيازة مخدرات، وظل محتجزًا في السجون السعودية دون أي تدخل حاسم من السفارة المصرية للدفاع عنه أو تأمين محاكمة عادلة له، تاركة أسرته والمصريين بالخارج يشعرون بالخيانة.




هذه الحوادث ليست استثناءات، بل هي امتداد لسلسلة من الإخفاقات التي تعاني منها السفارة المصرية في السعودية. غياب الحسم في التعامل مع قضايا مثل حقوق العمال، حوادث القتل، أو حتى تنظيم التكدس أمام السفارات، يثير تساؤلات خطيرة حول مدى التزام السفارة بواجباتها تجاه المواطنين المصريين بالخارج.

تكرار هذه الحوادث وعدم محاسبة المقصرين يضعف ثقة المصريين بالخارج في قدرة دولتهم على حمايتهم. لا يمكن أن تقتصر مهمة السفارة على إصدار بيانات أو تصريحات شكلية، بينما المواطن المصري يواجه مصيره وحده.


نطالب وزارة الخارجية المصرية بالتدخل الفوري واتخاذ الخطوات التالية:

  1. محاسبة المسؤولين عن الإهمال: ضرورة فتح تحقيق شامل حول أداء السفارة المصرية بالرياض والقنصلية بجدة، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في خدمة المواطنين المصريين.

  2. تعيين كوادر مؤهلة: استبدال المسؤولين الحاليين بكوادر مؤهلة وقادرة على التعامل مع الأزمات بفعالية وحزم.

  3. تقديم الدعم القانوني: إنشاء فريق قانوني مختص للتدخل في القضايا العاجلة التي يتعرض لها المصريون بالسعودية.

  4. تحسين قنوات التواصل: توفير خط ساخن يعمل على مدار الساعة لتلقي شكاوى المواطنين والتعامل معها بجدية وسرعة.

  5. تعزيز التعاون مع السلطات السعودية: العمل مع الجهات السعودية لضمان حماية المصريين المقيمين هناك، ووضع آليات واضحة لفض النزاعات.


المصريون بالخارج يستحقون الأفضل

لا يمكن لدولة بحجم مصر أن تقف موقف المتفرج بينما يُقتل أبناؤها أو يعانون دون حماية. المصريون بالخارج، الذين يسهمون بجزء كبير من دخل البلاد عبر تحويلاتهم المالية، يستحقون معاملة تحفظ كرامتهم وتصون حقوقهم. على وزارة الخارجية أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة وتتصدى لهذا الإهمال الفاضح، لضمان ألا تتكرر هذه المآسي مجددًا.

كلمات مفتاحية بالخبر
العاملين والمقيمين في السعودية السعودية السفارة المصرية في الرياض مقتل عبد اللاه فتوح عبد الوهاب القصاص قضية أحمد الجيزاوي الجالية المصرية في المملكة العربية السعودية السفارة المصرية العمالة المصرية أبرز وجهات العمل للمصريين الجالية المصرية الحكومة السعودية الخارجية المصرية المصريين العالقين العمالة الوافدة غياب الكفيل الكفلاء العالقون في السعودية سفارة مصر في المملكة العربية السعودية كرامة المواطن المصري السفارة المصرية في المملكه العربية السعودية
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام