عبد الباسط حمودة « أنا الأسطورة قبل محمد رمضان»

كتب : هاني سليم
يواصل الفنان الشعبي عبد الباسط حمودة مسيرته الفنية
بثبات ونجاح، ويستعد حاليًا لتقديم أغنيتين جديدتين ضمن عمل سينمائي جديد، في خطوة
تُضاف إلى رصيده الزاخر بالأعمال التي تميزت بصوته القوي وأسلوبه الشعبي الأصيل
الذي جعله أحد أبرز نجوم الغناء الشعبي في مصر خلال العقود الماضية.
وفي حوار تلفزيوني كشف
فيه عن جوانب لم تُعرف من قبل، تحدث عبد الباسط حمودة عن محطات مؤثرة في حياته،
بداية من طفولته وظروفه الصعبة، وصولًا إلى انطلاقته الحقيقية في عالم الفن،
متطرقًا أيضًا إلى علاقته بعدد من نجوم الفن، أبرزهم الفنان محمد رمضان والفنان
الكبير الراحل نور الشريف.
«الأسطورة» قبل أن تُطلق على محمد رمضان
في لقائه مع الإعلامي
معتز الدمرداش، ضمن برنامج "ضيفي" المذاع عبر قناة الشرق، أوضح عبد
الباسط حمودة أن لقب "الأسطورة" الذي ارتبط لاحقًا بالفنان محمد رمضان،
كان قد أُطلق عليه هو أولًا من جمهوره والمقربين منه. وأضاف: "الناس من زمان
بتناديني بالأسطورة، وده قبل ما محمد رمضان يطلع ويشتهر بالاسم ده، لكن هو راجل
بيحبني وبيحترمني جدًا، ومش بيناديني غير بـ(يا عم عبد الباسط)".
هذا التصريح لم يكن
مجرد إشارة عابرة، بل يكشف عن مدى التقدير الذي يحمله له عدد من نجوم الفن الأحدث
منه، والذين يرونه رمزًا من رموز الفن الشعبي الأصيل، بل ومصدر إلهام في كثير من
الأحيان.
من الإعلان إلى «أرزاق يا دنيا».. بداية غير متوقعة
لكن أكثر ما أثار
اهتمام الجمهور في اللقاء، هو ما رواه عبد الباسط عن بداية انطلاقته الفنية، والتي
لم تكن عبر بوابة الطرب أو الحفلات كما هو متوقع، بل من خلال أحد الإعلانات، والذي
فتح له بابًا غير متوقع إلى عالم السينما، وتحديدًا من خلال بوابة الفنان الراحل
نور الشريف.
يقول عبد الباسط:
"كنت بصور إعلان، وفجأة لقيت نور الشريف بيشاور عليا وبيقول: (أنا عاوز الولد
ده)، وأنا وقتها ماكنتش مصدق نفسي، كنت باتمنى بس أشوفه وأسلم عليه، ما بالك بقى
إنه يختارني أشارك في عمل فني معاه".
ويتابع عبد الباسط:
"الفيلم كان (أرزاق يا دنيا)، وكان فيه مشهد لأغنية بصوت سعيد صالح، وأنا
شاركت بالغناء فيها، وظهرت خلف الفنان فاضل عبد الله، وده كان أول ظهور سينمائي
حقيقي ليا".
مشهد صغير.. لكنه غيّر المسار
ومن أبرز المواقف التي
حكاها عبد الباسط عن مشاركته في الفيلم، أنه في أحد المشاهد، قام نور الشريف
بإعطائه توجيهات تمثيلية مباشرة قائلاً: "شايف العربية البيجو دي؟ هتمد إيدك
وتسرق التسجيل اللي فيها وتمشي". يقول عبد الباسط: "نفذت المطلوب
بالحرف، وبعدها نور الشريف قال لي: (هتكمل معانا)، وكانت دي الجملة اللي غيّرت كل
حاجة".
تلك اللحظة، التي جاءت في مشهد عابر لا يتجاوز الدقائق، شكّلت نقطة التحول في حياة عبد الباسط الفنية، ومنحته الثقة في قدراته، وشجّعته على الاستمرار في طريق الفن، ليبدأ بعد ذلك مشوارًا طويلًا من الغناء الشعبي الذي صنع له اسمًا من ذهب في هذا النوع الغنائي المحبوب في مصر والعالم العربي.
بين يسرا وشويكار.. بداية وسط الكبار
لم تكن مشاركة عبد
الباسط في فيلم "أرزاق يا دنيا" تجربة عادية، بل كانت انطلاقة وسط كوكبة
من كبار النجوم، مثل الفنانة يسرا والراحلة شويكار، ما جعله يكتسب خبرات كثيرة منذ
اللحظة الأولى، ويتعلم من الكبار مباشرة، سواء في الأداء أو الالتزام أو الانضباط
داخل مواقع التصوير.
يقول عبد الباسط عن
تلك التجربة: "كنت باتفرج على يسرا وشويكار من بعيد، وبتعلم من غير ما أحس،
وبالنسبة لي وجودي في وسطهم كان حلم اتحقق، وخلاني أصدق إن أي حاجة ممكنة لو
الواحد صمم ومسك في حلمه".
صوت الحارة.. وذاكرة الناس
عبد الباسط حمودة،
بصوته الجهوري وإحساسه الشعبي الصادق، أصبح رمزًا لفن الشارع المصري، وحاملًا لصوت
الطبقات البسيطة التي وجدت فيه ما يُعبر عن همومها وأفراحها وأحزانها. وعلى الرغم
من التحديات والصعوبات التي واجهها في بدايته، إلا أنه استطاع أن يحفر لنفسه مكانة
خاصة في قلوب الجمهور، بأغانيه التي أصبحت جزءًا من الذاكرة الشعبية.
واليوم، وهو يستعد
لتقديم أغنيتين جديدتين ضمن أحد الأعمال السينمائية، يبدو عبد الباسط حمودة أكثر
تمسكًا بهويته الفنية، وأكثر إيمانًا بأن الفن الحقيقي لا يموت، بل يعيش طالما كان
نابعًا من القلب ويصل إلى الناس بصدق.