فضل وفوائد الذكر وأفضل ذكر نقوله وأين تذهب الأذكار التى نقولها ونرددها؟

كتب بواسطة: أسامة حسان | نشر في 

فضل الذكر:

   خير الأعمال على الإطلاق ذكر الله هو أفضل الأعمال و أفضل الطاعات كما بين لنا الله سبحانه وتعالى ذلك حيث قال: "وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ" وكما أخبرنا النبي صل الله عليه وسلم، وهو خير لنا في الآخرة حيث يرفع الله درجاتنا بفضل الذكر.

 

   قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "ألا أُنبِّئُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٍ لكم من إنفاقِ الذَّهبِ والوَرِقِ، وخيرٍ لكم من أن تَلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم، ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكرُ اللهِ"

 

  وسوف نتحدث اليوم عن ذكر الله بالـ "بالتسبيح والتحميد والتوحيد والتكبير" ، فإن ذكر الله من أهم العبادات التي يجب على المسلم المداومة عليها لأنها لا تتطلب وقتاً ولا مجهوداً ويمكن أن يذكر العبد ربه طوال يومه وفي أي حال من الأحوال.

 

   ولا توجد عبادة تدور مع الإنسان في كل أوقاته وفي كل أحواله، في الليل والنهار والصباح والمساء وفي الطريق وفي البيت والعمل سواء كنت صحيح أو مريض، مثل ذكر الله.

 

     فالذكر من أيسر وأسهل العبادات، قال ابنُ القيم رحمه الله تعالى في فوائد الذكر: أنَّه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها، فإنَّ حركة اللسان أخفُّ حركات الجوارح وأيسرها، ولو تحرك عضوٌ من الإنسان في اليوم والليلة بقدر حركة لسانه لشقّ عليه غاية المشقة، بل لا يمكنه ذلك، ولكن فى الذكر الأمر يسير بإذن الله عز وجل.

 

   ونحن نذكر الله امتثالا لقوله تعالى "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" سورة البقرة -الآية 152_ وكذلك امتثال لقول المصطفى صل الله عليه وسلم: "لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ" وقد حثنا النبى صل الله عليه وسلم على الذكر، وعلمنا الكلمات التى تلهج بها ألسنتنا بقلب خاشع لله عز وجل.

 

   وقد أجزل المولى عز وجل العطاء والثواب لمن داوم على ذكره فضلاً عن الحصن والمعية التى تحيط الذاكر لله تعالى فما أجمل من أن يذكرك الله عز وجل، فالذكر هو مفتاح محبه الله ومعيّته للعبد.

 

   فعنْ أَبي هُريرةَ رضى الله عنه، أنَّ رسُولَ اللَّه صل الله عليه وسلم قالَ: يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ متَّفقٌ عليهِ. 28/1435

 

   وعنْ عبداللَّه بن بُسْرٍ رضى الله عنه أنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رسُولَ اللَّهِ، إنَّ شَرائِع الإسْلامِ قَدْ كَثُرتْ علَيَّ، فَأخبرْني بِشيءٍ أتشَبَّثُ بهِ قَالَلا يَزالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ رواهُ الترمذي وقال: حديثٌ حَسَنٌ. 31/1438

 

    قالَ رَسُولُ اللَّه صل الله عليه وسلم: سبقَ المُفَرِّدُونَ قالوا: ومَا المُفَرِّدُونَ يَا رسُول اللَّهِ؟ قَالَالذَّاكِرُونَ اللَّه كَثيرًا والذَّاكِراتُ رواه مسلم. 29/1436

 

 

فوائد الذكر:

   أنَّهنَّ أحب الكلام إلى الله فعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيّهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" رواه مسلم

 

   أنّهن خير من الدنيا وما عليها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبُّ إلي ممّا طلعت عليه الشمس". رواه مسلم

   قوله (أحب إلي مما طلعت عليه الشمس): أي من الدنيا وما فيها من الأموال وغيرها.

 

   عِظم أجرهنّ، وكثرة ثوابهن  فعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: إنِّي قد كبرتُ وضعُفت ـ أو كما قالت ـ فمُرني بعمل أعمله وأنا جالسة. قال: "سبّحي اللهَ مائة تسبيحة، فإنَّها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، تعدل لكِ مائة فرس مُسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكَبِّري اللهَ مائة تكبيرة فإنَّها تعدل لك مائة بدَنة مُقلّدة متقبّلَة، وهلِّلي مائة تهليلة ـ

   قال ابن خلف (الراوي عن عاصم) أحسبه قال ـ: تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحدٍ عملٌ إلا أن يأتي بمثل ما أتيتِ به" رواه أحمد.

 

   أنَّهنَّ غرس الجنة فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "لقيت إبراهيم ليلة أُسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلامَ، وأخبِرهم أنَّ الجنةَ طيِّبةُ التربة، عذبةُ الماء، وأنَّها قيعان، غِراسها سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" رواه الترمذي .

 

   أنَّهنَّ جُنّةٌ لقائلهنّ من النار فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُذوا جُنَّتَكم"، قلنا: يا رسول الله من عدو قد حضر! قال: "لا، بل جُنَّتُكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنَّهنّ يأتين يوم القيامة منجيات ومقدّمات، وهنّ الباقيات الصالحات" وهو في صحيح الجامع.

 

   أنَّهنّ ثقيلاتٌ في الميزان فعن أبي سلمى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بَخٍ بَخٍ، ـ وأشار بيده بخمس ـ ما أثقلهنّ في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولدُ الصالح يُتوفى للمرء المسلم فيحتسبُه" وهو في صحيح الترغيب والترهيب

 

   أنّهنّ يقمن مكان الصدقة بالمال فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه: أنَّ ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدُّثور بالأجور، يصلّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدّقون بفضولِ أموالهم. قال: "أوَ ليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون؟ إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة.

 

أفضل ذكر

   أما بالنسبة إلى أفضل ذكر فلقد أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام، حتى نردده دائما ونرتفع به إلى أعلى الدرجات ويغفر الله به سيئاتنا ويبدلها حسنات.

   عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أفضل الذكر لا إله إلاّ الله و أفضل الدعاء الحمد لله"

   ومعناه أنك لا ترى مع الله أحدا، لا ترى معطي إلا الله، ولا ترى مانع إلا الله، ولا ترى معز إلا الله ولا ترى مذل إلا الله، لا ترى رازق إلا الله، ولا ترى شافي إلا الله

 

وأخيراً نأتى لإجابة السؤال "أين تذهب الأذكار التى نقولها ونرددها"؟

   أبشر أخى الحبيب فأنا أبشرك بما بشر به الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم فقد وضح وبين النبى صل الله عليه وسلم أين تذهب وتستقر أذكار المسلم ونتعرف إلى الإجابة من خلال الحديث الذى سوف يرد ذكره مباشرة.

 

   فعن النعمان بن بَشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد، يَنعَطِفْن حول العرش لهنّ دَوِيٌّ كدَوِيِّ النحل، تذكر بصاحبها، أما يحب أحدكم أن يكون له، أو لا يزال له من يذكر به " راوه ابن ماجه وصحّحه الألباني.

 

   أى أن ما نقوله من أذكار تصعد للأعلى وتطوف حول العرش تُذكِّر بصاحبها وينعطفن حول العرش ولهن دوي كدوي النحل أما يحب أحدكم ألا يزال له من يذكر به عند الله عز وجل، ، وفي هذا شرف كبير لقائل كلمات الذكر.

 

 

كلمات مفتاحية بالخبر
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام