هنا الزاهد: لا أتخيل الحياة بدون أمي.. وتعلمت أن أضع نفسي أولًا

صورة أرشيفية
كتب بواسطة: هاني سليم | نشر في 

هنا الزاهد: لا أتخيل الحياة بدون أمي.. وتعلمت أن أضع نفسي أولًا


وكالة أنباء اخبارى - مصر

في لقاء إنساني شفاف يتجاوز حدود التصريحات الفنية المعتادة، ظهرت الفنانة المصرية هنا الزاهد بشكل مختلف تمامًا في برنامج ABtalks مع الإعلامي أنس بوخش. بعيدًا عن أضواء الكاميرا وأدوار الكوميديا التي اشتهرت بها، تحدثت هنا عن أعماقها النفسية، وفتحت صندوق ذكرياتها وتجاربها المؤثرة، لتكشف عن جوانب إنسانية عميقة، قلّما تجرؤ النجمات على الحديث عنها علنًا

كتب: هاني سليم

 

الخوف الأكبر: فقدان الأم

لم تتردد هنا في الكشف عن أكثر الأمور التي تؤرقها وتُثقل قلبها: الخوف من فقدان والدتها. فبصوت مفعم بالمشاعر، أكدت أن هذه الفكرة وحدها تزلزل وجدانها، قائلة:
"أكتر حاجة بخوف منها في الدنيا هي فقدان شخص غالي، وبالذات ماما. ماما هي كل حياتي. مش قادرة أتخيل الدنيا من غيرها، وبدعي دايمًا ربنا إنه يخليني أنا أمشي قبلها، عشان مش هقدر أعيش لوحدي من غيرها".

هذا التصريح الصادق عكس مدى قوة العلاقة التي تجمعها بوالدتها، والتي لم تكن فقط مصدر حب ودعم، بل كانت بمثابة الحصن النفسي والعاطفي طوال حياتها. وفي عالم يموج بالتقلبات، لم تجد هنا في كل المحيطين بها من يشبه دفء الأم وحضورها الآمن.

 



من الإنكار إلى المواجهة: رحلة التغيير الداخلي

بصوت ناعم لكن مليء بالقوة، تحدثت هنا عن الرحلة التي خاضتها خلال السنوات الأخيرة لتغيير طريقة تعاملها مع الحياة والناس. فقد عاشت سنوات طويلة تمارس الرضا على حساب نفسها، تبتسم رغم الانزعاج، وتتنازل عن حقوقها فقط لتجنب المواجهة أو إرضاء الآخرين.

لكن ذلك تغيّر تمامًا مؤخرًا، بحسب ما روت، حيث قالت:
"كنت دايمًا بجامل وبسكت وبارضي الناس على حساب نفسي. لكن بقالي سنتين أو تلاتة، بقيت أقول اللي مضايقني، بقيت أركز على نفسي، بقيت أرد لما حد يضايقني. تعبت من التمثيل في الحياة، مش بس قدام الكاميرا".

ربما هذا التحوّل يعكس لحظة نضج داخلي حقيقي، لحظة تتصالح فيها الفنانة الشابة مع نفسها، وتقرر أنها تستحق أن تعيش لنفسها، لا فقط للآخرين.

 

الطلاق... عندما يصبح الصمت عبئًا

واحدة من أكثر اللحظات صدقًا في اللقاء، كانت عندما تحدثت هنا عن تجربة انفصالها عن زوجها السابق، وهي تجربة لم تتناولها كثيرًا في الإعلام من قبل، لكنها اختارت الآن أن تُظهر جانبها الإنساني فيها، بعيدًا عن العناوين الصحفية المثيرة.

أشارت هنا إلى أن الطلاق كان صعبًا، ليس فقط كقرار شخصي، بل بسبب الانكشاف الإعلامي وفقدان الخصوصية، قائلة:
"أنا مش بحب الشهرة أصلًا... بحس إنها خدت مني حاجات كتير، أهمها الخصوصية. حياتي بقت مكشوفة للكل، والناس بتتدخل في تفاصيل مش من حقهم، حتى مشاعري نفسها بقت محل تحليل وتعليق".

وتابعت برقة امتزجت بالألم:
"زوجي السابق استغرب إني اتأثرت جدًا بوفاة طلعت زكريا، وقالّي: ليه زعلانة كده؟ لكن هو ماكنش يعرف إن طلعت مش مجرد زوج أمي... أنا عشت معاه 14 سنة، كان بالنسبالي زي أبويا، ربنا عوضني بيه عن غياب والدي، وأنا عمري ما شفت فرق بينه وبين الأب الحقيقي".

 



انفصال الأبوين... وندوب لا تُشفى

رجعت هنا بذاكرتها إلى طفولتها، وتحديدًا إلى انفصال والديها، الذي ترك أثرًا عميقًا في وجدانها، مشيرة إلى أن هذا الحدث جعلها تنضج مبكرًا وتفكر في أمور أكبر من سنها، قائلة:
"كنت طفلة لما انفصلوا، بس حسيت إني كبرت فجأة. بقيت أشيل هم البيت، وبقيت بدوّر دايمًا على الأمان، يمكن علشان كده طول عمري بنجذب لرجالة أكبر مني. بحس إنهم أكتر نضجًا واستقرارًا، وزوجي السابق كان أكبر مني بـ14 سنة".

ربما هذه الاعترافات تكشف حجم المسؤولية النفسية التي حملتها هنا منذ صغرها، والتي شكّلت جزءًا كبيرًا من شخصيتها الحالية، التي تميل إلى الحنان والاحتواء أكثر من الاندفاع والتمرد.

 

بين الفن والحياة... ماذا بعد؟

هنا الزاهد ليست مجرد فنانة ناجحة بملامح بريئة وابتسامة محببة، بل هي إنسانة تمر بكل ما يمر به الآخرون: فقد، انفصال، خوف، ضغوط، ومحاولات دائمة لإعادة التوازن. لقاؤها في ABtalks كشف عن فتاة شابة تعيش تحت الأضواء، لكنها لا تزال تبحث عن ذاتها في الظل، تحاول أن تُرمم جراحها بعيدًا عن الكاميرا، وأن تُعيد تعريف مفاهيمها عن الحب، العائلة، والاستقلال.

ومع كل ما مرت به، تؤكد هنا أنها لا تزال تؤمن أن الأجمل لم يأتِ بعد، وأنها قادرة على تجاوز محطات الألم، لتكتب فصولًا جديدة من النجاح... هذه المرة بوعي مختلف، وتجربة أعمق، ونظرة أكثر نضجًا للحياة.

كلمات مفتاحية بالخبر
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام