يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجود

كتب بواسطة: أسامة حسان | نشر في 

   استدعى أحد الخلفاء شعراء مصر .. فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء، فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة .. فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم ولّما رأى الخليفه الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة .

 

قال له:

من أنت؟

وما حاجتك؟

 

فأنشد الرجل:

ولما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم

إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي

 

فقال الخليفة:

املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.

 

فحسده بعض الحاضرين وقالوا للخليفة:هذا فقير مجنون .. لا يعرف قيمة هذا المال .. وربّما أتلفه وضيّعه.

 

فقال الخليفة:هو ماله يفعل به ما يشاء .. فمُلئت له جرّته ذهباً وخرج إلى الباب ففرّق المال لجميع الفقراء ..

 

وبلغ الخليفة ذلك .. فاستدعاه الخليفة وسأله عن ذلك!

 

فقال الرجل:

يجود علينا الخيّرون بمالهم

ونحن بمال الخيّرين نجود

 

فأعجب الخليفة بجوابه .. وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات ..

وقال: الحسنة بعشر أمثالها.

 

فأنشد الرجل الفقير هذه الأبيات التي تنسب إلى الإمام الشافعي التي يتم تداولها عبر مئات السنين:

 

 

اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻓﺎﺀ ﺑهم

 

ﻭﺍﻟﻌﺴ ﻭﺍﻟﻴﺴ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ

 

ﻭأﻛﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴ ﺍﻟﺭى ﺭﺟﻞ

 

تقضى على ﻳﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات

 

ﻻ‌ ﺗﻘ ﺍﻟﻤﻌوﻑ ﻋ أﺣــ

 

ﻣـﺎ ﺩﻣـ ﺗـﻘﺭ ﻭﺍلأ‌ﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ

 

ﻭﺍﺫﻛ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠ

 

إﻟﻴ ﻻ‌ ﻟ ﻋﻨ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ

 

ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬ

 

ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻡ ﻭﻫ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أمواتُ.

 

يقول ابن القيم:

   أرخِ يدك بالصدقة تُرخى حبالُ المصائبِ من على عاتقك، واعلم أنَّ حاجتك إلى أجر الصَّدقة أشدُّ من حاجة ممن تتصدَّق عليه.

كلمات مفتاحية بالخبر
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام