يارب قضاؤك ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮ

ﻣﺎلت ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻤﻞ فاقترح ﺭﺑﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ يتم ﺭﻣﻲ بعض ﺍﻟﺒﻀﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻓﺄﺟﻤﻌﻮﺍ ﺃﻥ يتم ﺭﻣﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻀﺎﻋﺔ ﺃحد ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ ، ﻓﺈﻋﺘﺮﺽ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ
ﻓﺜﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ.
ﻭﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺟﺮ جديد ﻭﻣﺴﺘﻀﻌﻒ ﺗﺄﻣﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺭﻣﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻫﻮ ﻭﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﻭ ﺃﻛﻤﻠﻮﺍ ﻃﺮﻳﻖ، ﺃخذت ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺑﺎﻟﺘﺎﺟﺮ ﻭﺃلقت ﺑﻪ ﻋﻠﻰ شاطئ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ .
ﺳقط ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻭطلب ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﻮﻧﺔ، ﻣﺮﺕ عدة ﺃﻳﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﻘﺘﺎﺕ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﻭﻳﺸﺮﺏ ﻣﻦ جدول ﻣﻴﺎﻩ قريب .. ﻭﻳﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻮﺥ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺠﺮ، ولكن هبت ﺭﻳﺢ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺣملت ﻣﻌﻬﺎ بعض ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟخشب ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻭﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ ﻣﻨﻪ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﻛﻮﺧﻪ.
ﺻﺮﺥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺎﺭﺏ .. ؟
ﺣﺘﻰ هذا ﺍﻟﻜﻮﺥ ﺍلذى ﻳﺆﻭﻳﻨﻲ ﺍﺣﺘﺮﻕ ﻭ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺟﺎﺋﻊ ﻣﻦ شدة ﺍﻟﺤﺰﻥ.
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻛانت ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ بانتظاره .. ﺇﺫ ﻭﺟﺪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺗُﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺎﺭﺑﺎً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻹﻧﻘﺎﺫﻩ ، ﺳﺄﻟﻬﻢ ﻛﻴﻒ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﺄﺟﺎﺑﻮﻩ ، ﻟقد ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺩﺧﺎﻧﺎً ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺃﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺎ يطلب ﺍﻟﻨجدة ﻹﻧﻘﺎﺫﻩ ﻓﺠﺌﻨﺎﻙ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻥ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﻭغرقت فى ﺍﻟﺒﺤﺮ !
فسجد التاجر وهو يبكى ويقول: «الحمد لله.. يارب قضاؤك كله خير»، فكن على يقين أن لك رَّبٍّا رَّحِيمٍا، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ، ويعطيك ما هو خير لك، ويمنع عنك ما يضرك، فالخيرة دائما فيما اختاره الله و ﺇﺫﺍ ﺳﺎﺀﺕ ﻇﺮوفك ﻓﻼ تقنت ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ وليس عليك إلا أن تقول الحمد لله رب العالمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر ، فكان خيرا له.
رواه مسلم
إن أصابته ضراء صبر على أقدار الله، وانتظر الفرج من الله، واحتسب الأجر على الله؛ فكان ذلك خيرا له. وإن أصابته سراء من نعمة دينية؛ كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية؛ كالمال والبنين والأهل، شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيرا له.