لميس الحديدي.. هذه الواقعة في غاية الغرابة وسابقة لم تحدث من قبل في السياسة الدولية الحديثة

* التلويح بالعقاب والإصرار على حلول غير واقعية ليس سلوكًا يليق بدولة كبرى يُفترض أنها شريك في الحل، لا شريك في خلق مشاكل أكبر
*
بدلاً من إنهاء صراع الحضارات كما يقول ترامب بتهجير الفلسطينيين الأفضل
والأوقع إعادة اليهود لأوروبا
علقت الحديدي على
مكالمة ترامب المزعومة مع الرئيس السيسي ساخرًة:
وقالت من وقتها ونحن نبحث عن المكالمة، لكن لا أثر لها، ولا بيان من الرئاسة
المصرية. أو البيت الأبيض نفسه الذي زعم ترامب إتمام
المكالمة وكما هو معروف، عادة ما يصدر بيان يشرح تفاصيل أي اتصال بين
البيت الأبيض والرئاسة المصرية. حتى خرج مصدر مصري رفيع المستوي لينفي
بشكل قاطع وجود أي اتصال، مما قطع الشك باليقين بشكل واضح وحاسم ".
وأضافت خلال
برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على شاشة ON:
"ببساطة، لم تحدث المكالمة، والأمر في غاية الغرابة، خاصة أن الرئيس الأمريكي
يتحدث بتفاصيل كأنها قصة حوار حقيقي! دار بينهما هل كان ذلك مجرد
تخيلات؟ إنها قصة غير مسبوقة في عالم السياسة الدولية."
أكدت الحديدي:
"الأخطر من الأكاذيب هو إصرار ترامب على فكرة التهجير، رغم الرفض الرسمي
الواضح من مصر والأردن، ومشهد عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم الذي كان ردًا عمليًا.
والأدهى من ذلك حديثه عن الضغوط عندما قال: 'نحن نساعدهم كثيرًا، ونتوقع أن
يساعدونا.' هذه جملة لا يمكن أن نتركها تمر فهي تلمح إلى أشياء لا
نتمنى حدوثها."
وأشارت الحديدي إلى
أن: "إذا كان ترامب يريد بالفعل إنهاء صراع الحضارات الذي يتحدث عنه،
فبإمكانه إعادة اليهود إلى أوروبا، الذين أتوا للمنطقة في عام 1948 و التي كانت
حضارات مستقرة هناك في أوروبا منذ قرون، بدلاً من تهجير
الفلسطينيين وهدم منازلهم يوميًا. أو الأفضل من ذلك، إعادة الفلسطينيين إلى مدنهم
وقراهم المحتلة بدلًا من دكها يوميًا."
اختتمت الحديدي:
"التلويح بالعقاب والإصرار على حلول غير واقعية ليس سلوكًا يليق بدولة كبرى
مثل الولايات المتحدة يُفترض أنها شريك في الحل، لا شريك في خلق مشاكل
أكبر. مكالمة وهمية كهذه تمثل سابقة في السياسة الدولية الحديثة،."