مفاجأه : ترامب لن يستطيع استخدام الطائرة القطرية

صورة أرشيفية
كتب بواسطة: عبد الفتاح يوسف | نشر في 

طائرة الرئاسة الأمريكية، الشهيرة باسم "إير فورس وان"، ليست مجرد وسيلة نقل، بل تُعد رمزًا للسيادة الأمريكية ومنصة جوية تحمل على متنها قرارات مصيرية وأحداث تاريخية بارزة. على مر السنين، نقلت الطائرة رؤساء الولايات المتحدة بين ساحات الحروب وأروقة السلام، فضلاً عن كونها شاهدة على لحظات وداع قادة العالم.

في الآونة الأخيرة، تزايدت التحديات المرتبطة بصيانة الطراز الحالي للطائرة، مما فتح باب النقاش حول ضرورة استبدالها بنموذج أحدث وأكثر تطوراً. في هذا السياق، طُرحت عروض عديدة، كان أبرزها من قطر، التي قدمت طائرة بوينج 747-8 تُقدر قيمتها بـ400 مليون دولار، وُصفت بأنها أشبه بقصر يحلق في السماء.

ورغم الرحلات المتكررة التي تقوم بها الطائرة، يبقى الكثير من تفاصيلها طي الكتمان. الصحفيون المرافقون للرئيس لا يُسمح لهم بالوصول إلا إلى منطقة محدودة في الجزء الخلفي للطائرة، حيث تكون مقاعدهم مشابهة لدرجة رجال الأعمال. في المقابل، يتمتع الجناح الرئاسي في المقدمة بحماية مشددة ويظل بعيداً عن الأنظار.

ظهرت الفجوة بين الصحفيين والرئيس بوضوح خلال زيارة دونالد ترامب للشرق الأوسط، حيث أجرى مقابلة مع أحد إعلاميي قناة "فوكس نيوز" داخل الجناح الرئاسي، بينما بقى بقية الإعلاميين في مقصوراتهم.

أما قائمة الطعام، فتتميز بالرفاهية، حيث تُحضَّر وجبات مميزة للرئيس، بينما تتنوع خيارات الصحفيين بين الوجبات الخفيفة وأخرى تُعد خصيصاً للرحلات الطويلة. كما تُقدم شوكولاتة M&Ms الشهيرة بعلامة الطائرة وتوقيع الرئيس كهدية رمزية.

الطائرة الحالية، وهي من طراز بوينج 747-200B، دخلت الخدمة في عام 1990، لكن تقدم التكنولوجيا وتعقيد الصيانة جعلا من استمرارها أمراً مكلفاً. وقد عبر ترامب عن استيائه من هذا الوضع قائلاً: "أسافر الآن على متن طائرة بوينج عمرها 42 عاماً"، مشيراً إلى حاجتها للتحديث.

في إطار البحث عن بديل، زار ترامب طائرة بوينج 747-8 المقدمة من قطر، والتي وُصفت بأنها تُجسد الرفاهية المطلقة، إلا أن هذا العرض أثار جدلاً واسعاً لأسباب قانونية وأمنية. فعملية تحويل طائرة مدنية إلى منصة جوية رئاسية تتطلب سنوات من العمل وتكلفة باهظة تصل إلى مليار دولار، فضلاً عن ضرورة تجهيزها بأنظمة أمنية متطورة قادرة على تحمل التهديدات النووية.

ورغم التحديات، تُعد "إير فورس وان" رمزاً أمنياً وسياسياً فريداً. استخدمها ترامب في حملاته الانتخابية كخلفية لخطاباته، بينما لجأ إليها جورج بوش الابن كملاذ آمن بعد أحداث 11 سبتمبر. كذلك، قامت الطائرة بنقل رؤساء سابقين لحضور جنازات دولية، مما رسّخ مكانتها كوسيلة نقل فريدة تحمل رمزية سياسية وأمنية عميقة.

مع اقتراب إحالة الطراز الحالي للتقاعد، تُطوى صفحة مهمة في التاريخ الجوي الأمريكي، بينما يُنتظر أن يُكتب فصل جديد يحمل طموحات وتطلعات القيادة الأمريكية لمواكبة العصر.

كلمات مفتاحية بالخبر
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام