هل نشأ فيروس كورونا في مختبر ووهان؟ تقرير استقصائي عن الحقيقة والشكوك

منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، تحول العالم إلى ساحة نقاش متواصل حول أصول الفيروس. أحد أبرز السيناريوهات التي أُثيرت هي أن الفيروس قد نشأ في مختبر بمدينة ووهان الصينية، وهي الفرضية التي أثارت جدلًا عالميًا بين العلماء، السياسيين، والجمهور.
فهل فيروس كورونا نتاج تسرب من مختبر علمي، أم أنه انتقل إلى الإنسان عبر الحيوانات في السوق البحرية بمدينة ووهان؟
السؤال الأول: ما هو مختبر ووهان للفيروسات؟
مختبر ووهان للفيروسات، المعروف رسميًا باسم "معهد ووهان لعلم الفيروسات"، هو مركز بحثي بارز في الصين تأسس عام 1956 ويختص بدراسة الأمراض المعدية والفيروسات. يمتلك هذا المعهد مختبرًا من المستوى الرابع للأمان البيولوجي (BSL-4)، وهو أعلى مستوى أمان في العالم مخصص لدراسة الفيروسات الأكثر خطورة.
-
ماذا يدرس المختبر؟
يُجري مختبر ووهان أبحاثًا على فيروسات متعددة، منها فيروسات كورونا التي تصيب الخفافيش. ووفقًا لتقارير منشورة، كان المختبر يعمل على دراسة طرق انتقال فيروسات كورونا بين الحيوانات والبشر. -
لماذا التركيز على مختبر ووهان؟
يعود الجدل إلى القرب الجغرافي للمختبر من سوق ووهان، حيث تم رصد أولى حالات الإصابة بكوفيد-19، إلى جانب تقارير تفيد بأن بعض العاملين في المختبر أصيبوا بأعراض مشابهة للمرض في أواخر عام 2019.
السؤال الثاني: ما الأدلة التي تدعم فرضية التسرب المختبري؟
-
القرب الجغرافي:
يقع معهد ووهان لعلم الفيروسات على بعد بضعة كيلومترات فقط من السوق البحرية، ما أثار تساؤلات حول احتمال حدوث تسرب غير مقصود للفيروس من المختبر. -
أبحاث الفيروسات في الخفافيش:
يعمل المختبر منذ سنوات على جمع عينات فيروسية من الخفافيش التي يُعتقد أنها مضيف طبيعي لفيروسات كورونا. وثائق علمية منشورة أكدت أن بعض هذه الفيروسات قريبة جينيًا من SARS-CoV-2. -
تقارير الاستخبارات:
أشارت بعض التقارير الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية إلى أن التسرب المختبري يظل احتمالًا قائمًا، لكنها لم تقدم أدلة قاطعة. -
غياب المضيف الوسيط:
في الحالات السابقة مثل سارس (SARS) وميرس (MERS)، تم تحديد المضيف الوسيط بين الخفافيش والبشر. لكن حتى الآن، لم يتم التعرف على مضيف وسيط واضح لفيروس كورونا المستجد، ما أثار الشكوك حول أصله الطبيعي.
السؤال الثالث: ماذا تقول الصين والعلماء حول هذه الفرضية؟
-
رد الحكومة الصينية:
نفت الحكومة الصينية مرارًا أن يكون الفيروس قد نشأ في مختبر ووهان، واصفة ذلك بالادعاءات "السياسية وغير العلمية". -
آراء العلماء:
معظم الأبحاث العلمية تدعم الفرضية الطبيعية لنشوء الفيروس، مشيرة إلى أن SARS-CoV-2 يشترك بسمات جينية عديدة مع فيروسات أخرى معروفة تنتقل من الحيوانات إلى البشر.-
دراسة منشورة في مجلة Nature Medicine عام 2020 خلصت إلى أن الفيروس لا يحمل سمات تشير إلى تصميمه في مختبر.
-
رغم ذلك، دعا علماء بارزون إلى إجراء تحقيقات شاملة حول أصول الفيروس لتجنب مثل هذه الأوبئة في المستقبل.
-
السؤال الرابع: ما الأدلة التي تدعم الفرضية الطبيعية؟
-
التسلسل الجيني:
يشير تحليل الجينوم إلى أن الفيروس نشأ من الطفرات الطبيعية ولم يُعدل صناعيًا. -
سوق ووهان:
عُثر على آثار جينية لفيروس كورونا في عينات بيئية مأخوذة من السوق، مما يدعم فرضية انتقال الفيروس عبر الحيوانات. -
حالات مشابهة:
تفشي فيروسات كورونا السابقة مثل سارس وميرس حدث عبر انتقال طبيعي من الحيوانات إلى البشر.
السؤال الخامس: هل هناك إجماع علمي حول أصل الفيروس؟
حتى الآن، لا يوجد إجماع علمي قاطع بشأن أصل فيروس كورونا. الفرضيتان (التسرب المختبري والانتقال الطبيعي) ما زالتا قيد الدراسة والتحقيق، مما يعكس تعقيد هذه القضية.
السؤال السادس: ما أهمية التحقيق المستقل في أصل الفيروس؟
-
منع الأوبئة المستقبلية:
معرفة كيف بدأ الوباء أمر ضروري لتطوير استراتيجيات فعالة لمنع تفشي فيروسات مشابهة في المستقبل. -
تعزيز الشفافية:
التعاون الدولي والشفافية في التحقيقات يمكن أن يعزز الثقة بين الدول والمجتمعات العلمية. -
إغلاق الجدل السياسي:
التحقيق المستقل قد يساعد في تخفيف التوترات السياسية المرتبطة بهذه القضية.
رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على ظهور فيروس كورونا، يبقى السؤال حول أصله محيرًا. هل هو نتيجة انتقال طبيعي من الحيوانات؟ أم أن تسربًا مختبريًا في ووهان كان السبب؟
حتى تُظهر التحقيقات المستقلة أدلة قاطعة، يظل هذا السؤال مفتوحًا، مع أهمية التركيز على تعزيز الأمن البيولوجي والاستعداد للأوبئة المستقبلية.
مصادر التقرير
-
مجلة Nature Medicine: دراسة حول التسلسل الجيني لفيروس كورونا.
-
تقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) حول التحقيقات في ووهان.
-
مقالات منشورة في Science وThe Lancet عن أصول الفيروس.
-
تصريحات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية المنشورة في وسائل الإعلام الدولية.
-
تقارير الصحف الكبرى مثل The New York Times وThe Guardian.