إنا لله وإنا إليه راجعون: وفاة الكابتن إبراهيم شيكا

الكابتن إبراهيم شيكا
كتب بواسطة: عبد الفتاح يوسف | نشر في 

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، ودعت الساحة الرياضية المصرية الكابتن إبراهيم شيكا، أحد أبرز اللاعبين الذين تركوا بصمة لا تُمحى في مسيرة كرة القدم المصرية. شيكا، الذي لطالما اشتهر بموهبته الاستثنائية وأخلاقه العالية، وافته المنية بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان.


مسيرة رياضية مشرفة

وُلد الكابتن إبراهيم شيكا في حي شعبي بسيط، لكنه كان يحمل في قلبه شغفًا كبيرًا بكرة القدم منذ نعومة أظافره. التحق بأكاديمية الناشئين في نادي الزمالك حيث صقل موهبته وأثبت جدارته بالانضمام إلى الفريق الأول. تميز شيكا بأسلوب لعبه السلس وقدرته على التحكم في الكرة، مما جعله أحد الأعمدة الرئيسية للفريق خلال فترة وجوده.

لم تقتصر مسيرته على نادي الزمالك فقط، بل انتقل للعب في أندية المقاولون العرب وطلائع الجيش، حيث واصل التألق وإثبات نفسه كأحد أفضل لاعبي الوسط في الكرة المصرية. ورغم تعرضه للعديد من التحديات والإصابات، إلا أن شيكا كان مثالًا يُحتذى به في الصبر والإصرار.

المرض الذي أنهى مسيرته


في خضم مسيرته الحافلة، جاءت اللحظة التي غيرت مسار حياته بالكامل. أصيب شيكا بسرطان المستقيم، وهو نوع من السرطان يصيب الجهاز الهضمي. اكتُشفت حالته في مرحلة متأخرة، مما جعل العلاج أكثر تعقيدًا. ورغم محاولاته المستمرة للعلاج داخل مصر وخارجها، إلا أن المرض تمكن منه وأثر بشدة على صحته العامة.

تدهورت حالة شيكا الصحية في الأشهر الأخيرة بشكل كبير. تعرض لانسداد في الأمعاء، مما جعله غير قادر على تناول الطعام. كان يعيش على المحاليل الطبية لفترة طويلة، الأمر الذي أنهك جسده وأضعف قواه. في الأيام الأخيرة من حياته، نُقل إلى العناية المركزة في المستشفى الجوي بعد أن ساءت حالته الصحية بشكل حاد.

الدعم والمساندة

خلال فترة مرضه، تلقى الكابتن إبراهيم شيكا دعمًا كبيرًا من زملائه في الوسط الرياضي ومن شخصيات عامة. من أبرز من وقفوا بجانبه، الفنان تامر حسني الذي أعلن عن تكفله بمصاريف علاجه. كما تدخل وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي، لتقديم الدعم اللازم لعلاج شيكا.

إضافة إلى ذلك، زاره العديد من نجوم كرة القدم لرفع معنوياته ودعمه نفسيًا في معركته مع المرض. كان أبرز هؤلاء إمام عاشور، لاعب النادي الأهلي، الذي أبدى حزنًا عميقًا على فقدانه واعتبره رمزًا للإرادة والصمود.

أثر رحيله

كان لخبر وفاة الكابتن إبراهيم شيكا أثر كبير على الوسط الرياضي والجماهير المصرية. تصدر الخبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه الكثير من الشخصيات العامة والرياضيين. عبر الجميع عن حزنهم العميق لفقدان شخص كان يمثل قدوة ومثالًا يحتذى به.

كتب أحد مشجعي نادي الزمالك عبر تويتر: "فقدنا اليوم لاعبًا عظيمًا، وإنسانًا أروع. ستبقى ذكراك خالدة في قلوبنا يا شيكا." أما زميله السابق في الفريق، فقال: "شيكا كان أكثر من مجرد لاعب، كان أخًا وصديقًا للجميع. رحيله خسارة كبيرة لنا جميعًا."

إرث خالد

رغم رحيله عن عالمنا، إلا أن إرث الكابتن إبراهيم شيكا سيبقى خالدًا. ترك وراءه ذكريات جميلة في الملاعب وأثرًا طيبًا في قلوب كل من عرفوه. يُذكر أن بعض زملائه اقترحوا إطلاق اسم "دوري إبراهيم شيكا" على إحدى البطولات المحلية تكريمًا لذكراه.

كما اقترحت بعض الجهات إقامة مبادرات خيرية تحمل اسمه، تهدف إلى دعم اللاعبين الشباب المصابين بأمراض خطيرة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، مستلهمة من قصة صراعه مع المرض.

الوداع الأخير

في جنازة مهيبة حضرها الأصدقاء والعائلة وجمهور كبير من محبيه، ودع الجميع الكابتن إبراهيم شيكا إلى مثواه الأخير. كانت دموع الحاضرين وشهاداتهم الصادقة على أخلاقه وحبه للجميع أصدق دليل على المكانة الكبيرة التي كان يحتلها في قلوبهم.

الدعاء له

نختتم هذا التقرير بالدعاء له بالرحمة والمغفرة:

"اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار."

ختامًا

سيظل الكابتن إبراهيم شيكا حيًا في ذاكرة كل من عرفه، ليس فقط كلاعب كرة قدم مميز، ولكن كإنسان ترك أثرًا طيبًا في حياة الجميع. رحمك الله يا شيكا، وجعل مثواك الجنة.

كلمات مفتاحية بالخبر
الرئيسية | من نحن | أتصل بنا | سياسة الخصوصية | شروط العضوية للناشرين في موقع وكالة أنباء إخباري | إتفاقية الترخيص | شروط الإستخدام