الحقيقة الصادمة: ليست الأطعمة الحارة سبب قرحة المعدة بل هذا الكائن المجهري!
هل تعشق الأطعمة الهندية الحارة وتتناولها بشكل منتظم؟ قد تظن أن ألم المعدة الحارق الذي تشعر به بعد العشاء سببه هذا النوع من الطعام، لكن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، وقد تكون مفاجِئة.
لأعوامٍ طويلة، ساد اعتقاد خاطئ بين الأطباء والناس على حد سواء بأن قرحة المعدة ناتجة عن تناول الأطعمة الحارة أو الحامضية، بالإضافة إلى التدخين، والإجهاد، والعادات الغذائية السيئة. ومع أن هذه العوامل قد تزيد من تهيج المعدة، إلا أن الأبحاث العلمية الحديثة كشفت السبب الحقيقي للقرحة، والذي لا علاقة له بالفلفل أو الكاري.
ما هي قرحة المعدة؟
هي تقرحات تظهر في بطانة المعدة أو في بداية الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر)، أو حتى في المريء. وتسبب آلاماً حارقة، وقد يصاحبها الغثيان، والقيء، وتقلصات البطن، وفقدان الوزن، بل وأحيانًا نزيف داخلي.
السبب الحقيقي للقرحة: بكتيريا خفية
السبب الرئيسي لمعظم حالات قرحة المعدة هو بكتيريا الملوية البوابية (Helicobacter pylori)، وهي بكتيريا حلزونية الشكل تستقر في المعدة وتخترق جدارها المخاطي، متسببة في حدوث القرحة.
تقوم هذه البكتيريا بإفراز إنزيمات تحميها من حمض المعدة، وتخدع الجهاز المناعي ليغذيها بدلًا من محاربتها. هذا "التكتيك" الذكي يجعل منها سببًا رئيسيًا للقرحة، ويُعتقد أنها تصيب ملايين الأشخاص حول العالم دون أن يعلموا بذلك.
كيف تنتقل بكتيريا المعدة؟
لا يعرف الأطباء بشكل دقيق كيف تنتقل هذه البكتيريا، لكنها غالبًا ما تنتشر عبر الطعام الملوث، أو المياه غير النظيفة، أو التقبيل، وتكثر في الأماكن ذات الظروف الصحية السيئة والمزدحمة.
هل يمكن علاجها؟
نعم، يمكن علاج عدوى Helicobacter pylori باستخدام مجموعة من المضادات الحيوية لمدة أسبوعين، إلى جانب أدوية تقلل من إفراز الحمض في المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون (PPI)، وأدوية تغلف جدار المعدة مثل البزموت (Pepto-Bismol).
قد يتطلب الأمر أكثر من نوع من المضادات الحيوية لأن هذه البكتيريا عنيدة، لكن الخبر الجيد أن الشفاء التام ممكن.
هل هناك أسباب أخرى للقرحة؟
نعم، فبجانب البكتيريا، يمكن أن تؤدي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين) إلى إضعاف بطانة المعدة وتهيّجها، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة أو بجرعات عالية.