الانتخابات حول العالم مابين الديمقراطية والاستبداد السياسي

إن الانتخابات حق أصيل للشعوب لا جدال علي ذلك , ولكن في الكثير من البلدان و الدول تعتبر الانتخابات فرصه سانحة لفرض شخصيات بعينها لإدارة البلاد بشكل يظهر كديمقراطيه حقيقية رغم إنها بالحقيقة عكس ذلك . فالانتخابات هي إحدى عمليات صنع القرار, وتعتبر الطريقة المثالي الانتخابات لاختيار منصب أو قرار محدد من قبل الشعوب ولكل بلد قانون انتخابي ينظم سير العمليات الانتخابية فيه وفقا لما يوافق عليه قانونها أو دستورها الذي تم تحديده من الشعب أيضا بشكل مسبق في استفتاء عام . و الأمم المتحدة نفسها لها فعاليات لتدعم الانتخابات الديمقراطية و أنشطة دعم الانتخابات عن طريق منظمات المجتمع المدني في الدول صاحبة الحدث , كما أكدت الأمم المتحدة دوما على الدور الريادي لمركز التنسيق المعني بوضع سياسات المساعدة الانتخابية، وتحديد معايير المساعدة الانتخابية المقدمة إلى بلدان العالم . ورغم كل الجهود المبذولة عالميا لضمان الانتخابات في الدول النامية أو المتقدمة علي حد سواء فدوما يحدث نوع من أنواع المقاومة الشعبية للمراقبة الخارجية من باب إن الانتخابات شأن داخلي للبلد صاحبة الحدث وغالبا ما يكون صاحب إطلاق الإشارة لرفض التدخل الخارجي شخص في سلطه يريد أن يستمر فيها لتحقيق أهداف شخصيه . وكثيرا ما ينجح في الانتخابات الرئاسية من هم ليسوا بمستحقيها إلا في عدد قليل من البلدان والتي لهم إيديولوجيات سياسية وثقافات تحافظ علي حسهم الديمقراطي بل وربما تقسيم مثل التقسيم الفيدرالي للولايات المتحدة احد أسباب نجاح الديمقراطية فالفدرالية أثبتت أنها رائده في الحفاظ علي التكتل و الاستقلالية في آن واحد . وقد عرف العرب الانتخابات في اختيار الخليفة أو الحاكم قديما وتم اختيار الخلفاء عثمان بن عفان، وعلي بن أبى طالب بالانتخابات . ولم تكن شيئا مستحدثا أو جديدا بل الانتخابات موجودة منذ فجر التاريخ وعرف اليونان وروما قديما الانتخابات ومجالس الشيوخ والبرلمانات السياسية وكان يتم تحديد الحاكم والإمبراطور وحتى بابا الكنيسة بالانتخابات حتى في عام 920 بالهند قامت الانتخابات باستخدام أوراق النخيل حيث تم كتابة اسم المرشح ووضع ورقة النخيل في وعاء طيني . وكلنا لا ننسي تصريح "نيويورك تايمز"عن إن انتخاب دونالد ترامب من أسوأ انتقالات السلطة في التاريخ الأمريكي ولكن هل حدث أي تغيير بالطبع لا فاحترام حق تقرير المصير هو الأفضل بأمريكا وإنهم علي استعداد دفع ثمن الديمقراطية حتى وان فشل الاختيار عن طريقها . بل وهناك الكثيرين يعزون وصول هتلر الذي أذاق العالم لحظات مريرة للسلطة إلي انتخابات شرعيه سليمة وكانت هي الأحداث التي مهدت لأدولف هتلر الوصول إلى منصب مستشار ألمانيا في وأصبح في أعلى منصب سياسي في ألمانيا و في عام 1932، عقد هتلر العزم على ترشيح نفسه أمام الرئيس الطاعن في السن باول فون هيندنبرج في الانتخابات الرئاسية المقررة وفاز فيها ليكون رئيسا شرعياً. ومن عجائب القدر أن هناك باحث أكد في دراسة خاصة عن الرموز الانتخابية انه رغم ان العملية الانتخابية عمليه تنويرية و عائده للعلم والعقل إلا أن الرموز الانتخابية سببها ألاميه والجهل للقراءة والكتابة التي كانت سائدة في المجتمعات الفقيرة دائماً لذا تتمسك بها الدول من قديم الأزل . ان الانتخاب هو حق للجميع وان المقاطعة جريمة للأجيال القادمة فيجب علي أطفالنا أن يشاهدونا نمارس هذا الحق الأصيل وحتى من لا يجد مرشحا يمثله يجب أن يقوم بالاستحقاق الانتخابي كمواطن لان وجوده في مكانه الانتخابي هو حق لوطنه عليه حتى وان أبطل صوته ولكن السلبية هي من تضيع حق الشعوب في الديمقراطية ورفاهية الأوطان.